موجات الحر الشديدة التي تعصف بالعراق باتت تؤثر بشكل واضح في الاقتصاد الوطني، إذ يتوقع الخبير الاقتصادي ناصر الكناني أن خسائر العراق قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنوياً نتيجة لتداعياتها السلبية على القطاعات الحيوية.
وقال الكناني إن “موجات الحرارة الشديدة التي يشهدها العراق، لها تداعيات اقتصادية مباشرة وخطيرة على مختلف القطاعات الحيوية في البلاد، وتشير التقديرات الأولية إلى أن الخسائر المالية الناتجة عن تعطّل الإنتاج، وزيادة الضغط على منظومة الكهرباء، وتراجع الإنتاج الزراعي، قد تصل إلى مئات الملايين من الدولارات سنوياً”.
وأوضح، أن “قطاع الزراعة، الذي يعتمد بشكل كبير على الموارد المائية المحدودة، يعاني من انخفاض كبير في الإنتاج بسبب الجفاف وارتفاع معدلات التبخر، ما يؤدي إلى خسائر كبيرة للمزارعين وارتفاع أسعار الغذاء، كما أن الطلب المتزايد على الكهرباء لتشغيل أجهزة التبريد والتكييف يزيد من الإنفاق الحكومي على الوقود وصيانة محطات الطاقة، في وقت تعاني فيه الشبكة الكهربائية من ضعف في البنية التحتية”.
وأضاف، أن “درجات الحرارة المرتفعة، تؤدي كذلك إلى تقليل ساعات العمل في القطاعات الخدمية والصناعية، ما ينعكس سلباً على الإنتاجية العامة، كما تضرّ هذه الظروف بالصحة العامة، ما يرفع من تكاليف الرعاية الصحية ويزيد العبء على المؤسسات الطبية”.
سياسات اقتصادية واضحة
وشدّد الخبير في الشأن الاقتصادي، على أن “هناك حاجة لتبني سياسات اقتصادية واضحة لمواجهة تداعيات التغيّر المناخي، تشمل الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتحديث البنية التحتية، ودعم المزارعين، إضافة إلى وضع خطط طوارئ فعالة لتقليل آثار موجات الحر على الاقتصاد الوطني”.
وحلّت 12 مدينة عراقية، ضمن أكثر 15 مدينة حرارة حول العالم، خلال الـ 24 ساعة الماضية، وفق بيانات كشفت عنها رادارات الطقس.
وأظهرت البيانات، الأحد 27 تموز 2025، 12 مدينة عراقية من الشمال إلى الجنوب بين المناطق الأشد حرارة في العالم، وجاءت منطقة المطار في البصرة بالمرتبة الأولى بين 15 مدينة، بدرجة حرارة وصلت إلى 52.2 درجة مئوية، ومنطقة الحسين (الحيانية) أيضاً بالبصرة في المرتبة الثالثة بدرجة حرارة وصلت إلى 50.9درجة مئوية، ومدينة الناصرية في محافظة ذي قار بالمرتبة الرابعة بـ48.3 درجة مئوية.
مدينة الموصل
كما حلّت مدينة الموصل بمحافظة نينوى (شمالاً) بالمرتبة السادسة بحرارة 50.4 درجة مئوية، فيما حلّت مدينة كركوك بالمرتبة السابعة بدرجة 50.2 مئوية.
تسلسلت مدينة الحلّة في بابل بالمرتبة الثامنة بحرارة وصلت إلى 50.1، والديوانية عاشرة بـ 50 درجة مئوية، العمارة بالمرتبة الحادية عشرة بدرجة 49.8 مئوية، ومنطقة بدرة في ديالى ثانية عشرة بدرجة 49.8 مئوية.
وجاءت منطقة “الحي” في محافظة واسط، ومدينة كربلاء في كربلاء، ومدينة الرفاعي بذي قار، بالمراتب 13 و14 و15 بالترتيب بين أشدّ مدن العالم حرارة، بدرجات بلغت 49.8، 49.7 مئوية.
يأتي ذلك في وقت تتعرّض فيه منطقة الشرق الأوسط والعراق خصوصاً لموجة حرّ شديدة، جمرة القيظ، تزامناً مع الدخول في شهور فصل الصيف.
